كتاب: سير أعلام النبلاء

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: سير أعلام النبلاء



أقبلت إلى مكة فجعلت لا أعرفه وأكره أن أسأل عنه وأشرب من ماء زمزم وأكون في المسجد.
فمر علي بن أبي طالب فقال: هذا رجل غريب؟
قلت: نعم.
قال: انطلق إلى المنزل.
فانطلقت معه لا أسأله عن شيء ولا يخبرني!
فلما أصبح الغد جئت إلى المسجد لا أسأل عنه وليس أحد يخبرني عنه بشيء.
فمر بي علي فقال: أما آن للرجل أن يعود؟
قلت: لا.
قال: ما أمرك وما أقدمك؟
قلت: إن كتمت علي أخبرتك.
قال: أفعل.
قلت: قد بلغنا أنه قد خرج نبي.
قال: أما قد رشدت! هذا وجهي إليه فاتبعني وادخل حيث أدخل فإني إن رأيت أحدا أخافه عليك قمت إلى الحائط كأني أصلح نعلي! وامض أنت.
فمضى ومضيت معه فدخلنا على النبي-صلى الله عليه وسلم- فقلت:
يا رسول الله اعرض علي الإسلام.
فعرض علي فأسلمت مكاني فقال لي: (يا أبا ذر اكتم هذا الأمر وارجع إلى قومك! فإذا بلغك ظهورنا فأقبل).
فقلت: والذي بعثك بالحق لأصرخن بها بين أظهرهم.
فجاء إلى المسجد وقريش فيه فقال:
يا معشر قريش إني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله.
فقالوا: قوموا إلى هذا الصابئ.
فقاموا فضربت لأموت!
فأدركني العباس فأكب علي وقال:
ويلكم! تقتلون رجلا من غفار ومتجركم وممركم على غفار!
فأطلقوا عني فلما أصبحت رجعت فقلت مثل ما قلت بالأمس.
فقالوا: قوموا إلى هذا الصابئ!
فصنع بي كذلك وأدركني العباس فأكب علي.
فهذا أول إسلام أبي ذر.